مدخل إلى الإعاقة البصرية

وتأتي حاسَّةُ البصر في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعدَ السمع، حيث تُعدُّ مرآةَ الجسم وآلة التمييز، والنافذة التي يُطِلُّ منها الإنسانُ على العالم الخارجي، ويكشف عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان، ولا يستطيع أن يمارس حياته بصورة طبيعية متوافقة مع واقع البيئة التى يعيش فيها إلا إذا كان متمتعًا بقدر مناسب من القدرة البصرية، فهي وسيلة الإنسان للإبصار والاستمتاع بجمال الكون والتفكر في خلق الله، والكائنات بشكل عامٍّ، وصدق رب العزة إذ يقول:﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (سورة العنكبوت: الآية:20) تمثل حاسة البصر أهمية بالغة في حياة الفرد ذلك لأنها تساعده على التفاعل بشكل واقعي مع بيئته الطبيعية والاجتماعية ، إذ أن ثلث معلومات الفرد عن البيئة المحيطة به يحصل عليها من خلال تلك الحاسة، وتنفرد حاسَّةُ البصر دون غيرها من الحواس بأنها الوسيلة التي يستطيع الشخص من خلالها تشكيل المدركات والمفاهيم البصرية التي تمكنه من التفاعل بينه وبين بيئته التي يعيش فيها.